زار منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة الجانب التركي من معبر باب الهوى، وهو المعبر الحدودي الوحيد المتبقي من أصل أربعة معابر أذن بها مجلس الأمن لإيصال المساعدات الأممية إلى شمال غرب سوريا.

كما زار مارتن غريفيثس، صباح اليوم الأحد، مركز إعادة الشحن التابع للأمم المتحدة في محافظة هاتاي التركية، حيث شهد إعداد 10 شاحنات محملة بالمساعدات التي قدمتها المنظمة الدولية للهجرة قبل الانطلاق إلى سوريا. 

ومنذ بدء العملية العابرة للحدود عام 2014، أرسلت الأمم المتحدة أكثر من 55 ألف شاحنة محملة بالمساعدات إلى شمال غرب سوريا.

Advertisement

شريان حياة

وقال السيد غريفيثس، الذي يشغل أيضا منصب وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية: “هناك قافلة تمر بصورة يومية. لدينا حوالي عشر شاحنات في هذه القافلة لتوفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة شمال غرب سوريا. أكثر من 4 ملايين شخص بهذه المنطقة يحتاجون إلى مساعدتنا، وقد كان الزلزال بالنسبة لهم تجربة مهولة ومدمرة”.

ووصف وكيل الأمين العام هذه الشاحنات بأنها “تمثل شريان حياة”. وأضاف: “لقد استأنفنا العمليات هنا خلال الأيام الأربعة أو الخمسة الماضية، لكننا قمنا بتكثيف حجمها حتى نتمكن من البدء في تلبية الاحتياجات”.

وقال مسؤول الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة إن “هؤلاء الأشخاص الشجعان يقدمون المساعدة إلى منطقة ظلت الحرب دائرة فيها طوال هذه السنوات العديدة. إنه لشرف كبير بالنسبة لي أن أشهد عودة المجتمع الدولي ليقف إلى جانب الشعب السوري في هذه الأوقات الأكثر مأساوية”.

Advertisement

وقال غريفيثس إن الأمم المتحدة ستطلق نداء إنسانيا للاستجابة للزلزال خلال اليوم أو اليومين التاليين.

كما التقى المسؤول الأممي موظفي آلية المراقبة التابعة للأمم المتحدة والمجموعة اللوجستية المسؤولة عن إدارة المركز، وكان الكثير منهم في هاتاي يوم وقوع الزلزال.

يشار إلى أن هاتاي هي المحافظة التركية الأكثر تضررا من الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا- في 6 شباط/فبراير- وأسفر عن مقتل 33 ألف شخص وفقا لآخر الإحصائيات الصادرة عن وسائل إعلام دولية.

مساعدات إنسانية تشتد الحاجة إليها

Advertisement

ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية هذه هي رابع قافلة مساعدات أممية عابرة للحدود منذ الزلزال الذي بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر.

وفي 9 شباط/ فبراير، عبرت أول قافلة عابرة للحدود بعد الزلازل، مكونة من ست شاحنات بعد انقطاع مؤقت دام ثلاثة أيام بسبب تضرر الطرق الرئيسية.

وعبرت القافلة الثانية- المؤلفة من 14 شاحنة تابعة للمنظمة الدولية للهجرة- في 10 شباط/فبراير، تلتها قافلة ثالثة في اليوم التالي مؤلفة من 22 شاحنة محملة بمواد الإغاثة، مقدمة من أربع وكالات تابعة للأمم المتحدة. وحملت القافلة الثالثة هذه أدوية ومجموعات اختبار الكوليرا وبطانيات ومستلزمات النظافة ومصابيح شمسية.

وذكر مكتب أوتشا أن الصندوق الإنساني المخصص للمساعدات عبر الحدود لسوريا تلقى حتى الآن مساهمات سخية من فرنسا وألمانيا وأيرلندا واليابان وهولندا والسويد والولايات المتحدة الأمريكية. ويهدف هذا الدعم إلى الاستجابة للاحتياجات الإنسانية شمال غرب سوريا بما في ذلك الاستجابة لآثار الزلزال.

Advertisement

نقص الوقود يعيق الجهود

وقد أفادت تقارير باستمرار الهزات الارتدادية شمال غرب سوريا، مما أجبر الناس باستمرار على الفرار من ديارهم. وقد أنهت فرق الدفاع المدني عمليات البحث والإنقاذ في 11 شباط/فبراير، واتجهت نحو مرحلة إزالة الأنقاض وانتشال الجثث.  

ولكن نقص الوقود والآلات والمركبات المستخدمة في إزالة الحطام يعيق هذه الجهود.

حتى اليوم الأحد (12 شباط/فبراير)، تم الإبلاغ عن أكثر من 4,300 حالة وفاة و7,600 إصابة شمال غرب سوريا.

وحتى قبل الزلازل كانت الاحتياجات الإنسانية شمال غرب سوريا في أعلى مستوياتها على الإطلاق، حيث يعتمد 4.1 مليون شخص على المساعدات الإنسانية.

يعيش 1.8 مليون شخص في مخيمات أو مستوطنات بنوها بأنفسهم في ظل حصولهم المحدود أو المعدوم على المياه أو الخدمات الصحية أو التدفئة. وقد فاقمت الزلازل من احتياجاتهم في خضم تفشي الكوليرا والأمطار والثلوج وبرودة الطقس.

Advertisement

وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى الحاجة الماسة للخيام بالنظر إلى الدمار الذي أصاب العديد من المنازل وتشريد ما يصل إلى 11 ألف شخص.

وتضرر أكثر من 7,400 مبنى بصورة جزئية أو كلية في الشمال الغربي وحده. فقد أثرت الفيضانات في قرية التلول في إدلب على حوالي 1000 منزل، مما أجبر نحو 7000 شخص على إخلاء منازلهم اعتبارا من يوم أمس السبت (11 شباط/فبراير)

وفي وقت سابق من اليوم أكد غريفيثس حشد جميع الجهود للتعجيل بالعمل لتوسيع نطاق المساعدات والوصول إلى جميع المتضررين والمحتاجين إلى المساعدات، وقال في تغريدة على موقع تويتر: “حتى الآن، لقد خذلنا الناس في شمال غرب سوريا. إنهم محقون في الشعور بالخذلان، وهم يبحثون عن المساعدة الدولية التي لم تصل. يحتم على واجبي والتزامنا أن نعالج هذا الفشل بأسرع ما يمكن”.

Advertisement