قال خبراء الأمن المعلوماتي في مجموعة تاليس في تقرير نشر الأربعاء إن روسيا فشلت في مساعيها لتدمير أوكرانيا "إلكترونيا"، وإن الهجمات الموالية لموسكو باتت موجهة إلى الدول الأوروبية.

وأوضح المدير التقني للدفاع السيبراني في تاليس، إيفان فونتارنسكي: "لم نشهد اللحظة المحورية للحرب الإلكترونية التي أرادت روسيا أن تشنها على أوكرانيا التي أبدت مقاومة كبرى".

وأضاف: "في 23 شباط/فبراير (2022)، بالتزامن مع الهجوم على الأرض، حاولت روسيا شن هجمات إلكترونية باستخدام فيروسات مجهولة استهدفت أهدافا عسكرية، مثل محطات توليد طاقة، والبنى التحتية للاتصالات والكهرباء وحتى شبكة Viasat الفضائية في بداية الصراع".

Advertisement

أوكرانيا تعلمت كيف تحمي نفسها بشكل أفضل

وتابع فونتارنسكي: "ارتكبت (روسيا) أخطاء في إجراءاتها التشغيلية في حين تعلمت أوكرانيا منذ العام 2014 (أول غزو روسي لأوكرانيا) كيف تحمي نفسها بشكل أفضل، وذلك بفضل التعاون مع دول حليفة أخرى".

وأشار إلى أن "الهجمات تسببت بأضرار لكن الأوكرانيين نجحوا بسرعة كبيرة في استعادة الأنظمة المتضررة". وأضاف: من الجانب الأوكراني "لم نحصل على أي دليل على هجمات نفذتها الأجهزة العسكرية ضد روسيا".

وفي مواجهة هذه المقاومة التي فاجأت المتخصصين، منذ ستة أشهر، سلكت الهجمات الروسية "تحولا" نحو مضايقات إلكترونية "كثيفة" ينفذها ناشطون مؤيدون لروسيا ضد مؤسسات حلفاء أوكرانيا.

ويعمل هؤلاء على إحداث خلل في المواقع الإلكترونية عن طريق إغراقها بسيل من الطلبات بما يفوق قدرتها على التعامل معها، خصوصا في مجالات الطيران والطاقة والصحة والمصارف والإدارة.

Advertisement

الاتحاد الأوروبي شهد ارتفاعا من 9,8 % إلى 46,5 % من الهجمات الإلكترونية بالنصف الثاني من العام

إذا كانت 50,4 % من هذه الحوادث في العالم مركزة في أوكرانيا وقت الغزو، فهي تمثل 28,6 % فقط من الهجمات في الربع الثالث للعام 2022.

في المقابل، شهدت دول الاتحاد الأوروبي ارتفاعا في عدد الحوادث المرتبطة بالنزاع من 9,8 % إلى 46,5 % من الهجمات الإلكترونية في النصف الثاني من العام. وأكد مطلع العام 2023 هذا الاتجاه مع تركز 81 % من الحوادث في الدول الأوروبية.

في عام واحد، كانت البلدان الأكثر تعرضا للهجمات هي مونتينيغرو ومولدافيا وبولندا (114) ودول البلطيق (157 في إستونيا ولاتفيا وليتوانيا) ودول الشمال (95 في السويد والنرويج والدانمارك وفنلندا) وألمانيا (58 في عام)، تلتها فرنسا (14) والمملكة المتحدة (18) وإيطاليا (14) وإسبانيا (4).

Advertisement

وحذر الخبراء من أن الهجمات المستهدفة للبنى التحتية الحيوية في أوروبا الغربية "يجب النظر فيها بعناية في حال تسارع الصراع" ذاكرين مجموعات قرصنة مثل "أنونيموس راشا" و"كيل نت" و"راشن هاكرز تيم" التي نشطت في بداية الصراع.