كان من المقرر أن تتم هذه الزيارة الرسمية للرئيس البرازيلي إلى أكبر شريك تجاري لبلاده في الفترة بين 25 و31 آذار/مارس، لكن الأطباء أوصوا بتأجيلها بسبب "التهاب رئوي خفيف" شفى منه الآن.

ويلتقي لولا (77 عاما) الجمعة نظيره شي جينبينغ "لتبادل وجهات النظر بشأن الحرب في أوكرانيا" بشكل خاص، على ما أعلن وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا لوكالة فرانس برس ووكالات أنباء دولية أخرى.

وكان الرئيس البرازيلي قد أدلى الخميس من جديد بتصريحات مبهمة حول هذا النزاع.

Advertisement

وأكد أن روسيا "لا تستطيع الاستيلاء على أراض من أوكرانيا"، إلا أنه أعلن كذلك أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لا يمكن أن "يحصل على كل شيء"، مقترحاً أن تتنازل أوكرانيا عن شبه جزيرة القرم لروسيا بهدف إنهاء الحرب.

وهذه الزيارة الرسمية للصين هي الرابعة للرئيس البرازيلي الذي بدأ ولايته الثالثة في كانون الثاني/يناير بعد أن كان رئيسا من 2003 إلى 2010.

وعد أيقونة اليسار البرازيلي بإعادة بلاده "إلى قلب الجغرافيا السياسية العالمية الجديدة" بعد العزلة التي عاشتها خلال حكم سلفه اليميني المتطرف جايير بولسونارو.

"واثق"

في بكين، يأمل لولا أن يؤدي من جديد دور الوسيط الذي ساهم في التوصل إلى الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة خلال فترة ولايته الثانية (2007-2010).

البرازيل التي رفضت، مثل الصين، فرض عقوبات على موسكو، كانت قد وضعت في نهاية كانون الثاني/ينايرااقتراحًا ما زال غامض المعالم بشأن وساطة دول عدة في النزاع في أوكرانيا.

Advertisement

وقال الرئيس البرازيلي إنه "واثق" من فرص نجاح هذا الاقتراح، معرباً عن أمله في "إنشاء" مجموعة الدول بعد عودته من الصين.

أكد الوزير فييرا "أنها الشروط الأساسية" لإحلال السلام.

في 25 آذار/مارس، اجتمع سيلسو أموريم، كبير مستشاري الرئيس البرازيلي للشؤون الدولية، في الكرملين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف الذي يزور البرازيل في 17 نيسان/أبريل.

وصرّح أموريم لشبكة "سي ان ان برازيل" الاثنين عندما سئل عن نتيجة اللقاء مع بوتين "القول إن الأبواب مشرّعة (أمام محادثات السلام) سيكون مبالغة، لكن القول بأنها موصدة ليس صحيحا أيضا".

Advertisement

لكن الكرملين استبعد الخميس "أي أفق لحصول تسوية سياسية" بوساطة صينية، على الرغم من التوافق الذي عبر عنه بوتين ونظيره شي خلال زيارة هذا الأخير لموسكو في نهاية آذار/مارس.

وفي بكين، قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إنه يعول على نظيره الصيني "لإعادة روسيا إلى رشدها" بشأن القضية الأوكرانية.

اتفاقيات تعاون

قبل لقائه مع شي الجمعة في بكين، سيتوجه لولا إلى شنغهاي الخميس لحضور تنصيب الرئيسة اليسارية السابقة للبرازيل ديلما روسيف (2011-2016) رئيسة لمصرف التنمية الجديد المعروف أيضا ب"بنك بريكس".

في 2006، وخلال فترة ولايته الأولى، أُنشئت مجموعة "بريكس" للاقتصادات الناشئة التي تضم البرازيل والهند والصين وروسيا وجنوب إفريقيا.

وستتناول زيارة لولا إلى الصين بشكل أساسي القضايا السياسية الدولية، فقد تم التعامل مع الجانب الاقتصادي قبل أسبوع، خلال التاريخ الذي حدد سابقاً للزيارة عندما سافر أكثر من 500 رئيس شركة برازيلي، من اغلب قطاع الزراعات الصناعية، إلى الدولة الآسيوية.

Advertisement

وتم توقيع أكثر من 20 اتفاقية تعاون، يتيح أحدها إجراء صفقاتهما التجارية مباشرة واستبدال اليوان بالريال والعكس بالعكس بدلا من الاعتماد على الدولار.

بلغ حجم التجارة الثنائية 150 مليار دولار العام الماضي، مع 89,7 مليار دولار من الصادرات البرازيلية إلى الصين.

في طريق عودته إلى البلاد، سيتوجه لولا إلى الإمارات السبت في زيارة رسمية تستغرق يومًا واحدًا.