ويقع سد كاخوفكا، كما محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تستخدم مياهه لتبريدها، في منطقة خيرسون (جنوب) التي تحتل القوات الروسية جزءا منها.

إلا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت الثلاثاء أنه ليس هناك "خطر نووي آني" في محطة زابوريجيا، موضحة على تويتر أن "خبراء الوكالة" الموجودين في الموقع "يراقبون الوضع من كثب".

فيما كتب مدير المحطة يوري تشيرنيتشوك على تلغرام "في الوقت الحالي، ليس هناك أي تهديد لسلامة محطة زابوريجيا للطاقة النووية. منسوب المياه في حوض التبريد لم يتغير"، مضيفا "الوضع تحت سيطرة طواقم العمل".

Advertisement

لكن مستشار الرئاسة الأوكرانية حذر الثلاثاء من أن خطر وقوع "كارثة نووية" في محطة زابوريجيا "يتزايد بسرعة". وأفادت شركة إنرجواتوم الأوكرانية العامة أن خزان السد "يفترض أن يبقى شغالا خلال الأيام الأربعة المقبلة" لكن مستوى المياه فيه يتناقص بسرعة ما يهدد نظام سلامة المحطة.

وتستخدم محطة زابوريجيا مياه النهر الواقع على مسافة 150 كيلومترا منها، لتبريد وقود قلب المفاعل.

"دولة إرهابية"

ووصفت أوكرانيا روسيا بأنها "دولة إرهابية" في محكمة العدل الدولية الثلاثاء، متهمة إياها بتدمير السد ضمن ما قالت إنها حملة عنف تعود إلى سنوات.

وقال أنتون كورينيفيتش ممثل أوكرانيا في محكمة العدل الدولية: "اليوم، فجرت روسيا سدا رئيسيا في نوفا كاخوفكا ما تسبب في إجلاء مدنيين وأضرار بيئية جسيمة" مضيفا: "أفعال روسيا هي أفعال دولة إرهابية".

Advertisement

إلى  ذلك، علّق الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الثلاثاء على تويتر "تدمير سد كاخوفكا اليوم يعرض آلاف المدنيين للخطر ويسبب أضرارا بيئية جسيمة. هذا عمل مشين يظهر مجددا وحشية الحرب الروسية في أوكرانيا".

من جهتها، أكدت السلطات الموالية لموسكو في منطقة خيرسون أنه ليس هناك أي بلدة كبرى مهددة بالفيضانات.

فيضانات

وكانت الرئاسة الأوكرانية اتهمت روسيا صباح الثلاثاء بتفجير سد كاخوفكا لإغراق المنطقة وإبطاء الهجوم الذي تعد له. فيما تتهم روسيا كييف باستهداف السد وتدميره جزئيا.

من جهته، دعا رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال العالم إلى "التحرك" معتبرا أن "على روسيا الانسحاب فورا من محطة الطاقة النووية (في زابوريجيا) لتجنب كارثة جديدة".

Advertisement

وأشار شميغال إلى أن ما يصل إلى 80 بلدة مهددة بالفيضانات و"تدابير إجلاء" السكان جارية بالقطار نحو ميكولايف.

في المقابل، قال أندريه أليكسيينكو رئيس حكومة منطقة خيرسون التي نصبتها روسيا: "وفقا لخدمات الطوارئ ارتفعت المياه (...) إلى مستوى يتراوح بين مترين وأربعة أمتار، وهو أمر لا يهدد البلدات الكبرى" الواقعة أسفل السد على طول النهر.

وأوضح أن الفيضانات تهدد بالإجمال "المناطق الساحلية" في 14 بلدة يقيم فيها "أكثر من 22 ألف شخص". وأكد: "نحن مستعدون إذا لزم الأمر لإجلاء السكان" مشيرا في الوقت نفسه إلى أن حياتهم ليست في خطر وأن "الوضع تحت السيطرة تماما".

بعد وقت قليل، أعلن رئيس بلدية مدينة نوفا كاخوفكا الذي نصبته روسيا فلاديمير ليونتييف إجلاء السكان من "حوالي 300 منزل" تقع مباشرة على ضفاف دنيبرو.

Advertisement

وقال في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية "نحن بصدد إجلاء" هؤلاء السكان، مؤكدا أن القوات الأوكرانية تواصل عمليات القصف. وأضاف: "المدينة لا تزال تستهدف بضربات صاروخية" أوكرانية.

ويوفر هذا السد الذي سيطرت روسيا عليه في بداية هجومها على أوكرانيا، المياه لشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014.

ويعد سد كاخوفكا الذي أقيم على نهر دنيبرو عام 1956 خلال الحقبة السوفياتية، أحد أكبر البنى التحتية من نوعه في أوكرانيا.

ويأتي تدمير سد كاخوفكا بعد يوم من تأكيد أوكرانيا أنها حققت مكاسب قرب مدينة باخموت (شرق) المدمرة.