أعلنت السلطات الأمنية السويدية، أمس الإثنين، عن اعتقال مواطن سويدي، وصفته بـ”رفيع المستوى في الصناعات الثقيلة”، بتهمة التجسس لمصلحة جهاز الاستخبارات الروسي “إس في آر”، والذي كان تحت إشراف جهاز “كا جي بي” السوفييتي سابقاً.

وكشف جهاز الاستخبارات السويدية “سابو”، أنّ الرجل المعتقل كان يعمل مستشاراً في شركتي “فولفو” و”سكانيا” رائدتي الصناعات السويدية الثقيلة، في مجال محركات الطيران المدني والحربي والسيارات والحافلات.

Advertisement

وذكر التلفزيون السويدي، أمس الإثنين، نقلاً عن “سابو”، أنّ المعتقل يبلغ من العمر 47 عاماً، وقام بتسريب معلومات سرية من الشركتين إلى جهاز الاستخبارات الروسية الخارجي، من خلال عملاء كانوا يلتقون به في استوكهولم.

من جهته، قال المدعي العام السويدي ماتس ليونكفيست، إنّ “الجاسوس المعتقل تلقى أموالاً لقاء بيعه المعلومات، وتلك المعلومات أضرّت بأمن مملكة السويد، حيث عمل الرجل لمصلحة الروس على الأقل منذ صيف 2017، وكان يتنقل للقاء ممثلي الاستخبارات الروسية بين استوكهولم وغوتينبورغ في جنوب البلاد”.

ولم يشأ الادعاء العام، وفقاً للتلفزيون السويدي، الخوض في تفاصيل ما سرّبه المعتقل “خلال سنوات عدّة من التجسس تحت إشراف السفارة الروسية”.

Advertisement

وتتوقع الصحافة السويدية أن ينعكس اعتقال الجاسوس على العلاقات المتوترة أصلاً مع روسيا، خصوصاً مع كشف الجهاز الأمني السويدي أنّ مشغلي الجاسوس “يعملون في السفارة الروسية تحت غطاء دبلوماسي”، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء السويدية “تي تي”.

ونقلت الوكالة أنّ المعلومات المنقولة “ليست معلومات بلا معنى، بل هي خطيرة جداً وسرية للغاية تضرّ بالأمن القومي للبلاد”.

وجرى، اليوم الثلاثاء، تسريب أحد أسماء المشغلين الروس للجاسوس السويدي، وهو يفغيني أومرينكو، الذي كان يعمل في 2019 في السلك الدبلوماسي لسفارة موسكو. 

ويعرف أومرينكو، وفقاً للوكالة السويدية للأنباء، بأنه “خبير التجسس على الصناعات الغربية”، وأنه “سبق أن قام بعمليات تجسس على الصناعات الألمانية ولم يتم القبض عليه مطلقاً، باعتباره دبلوماسياً يحظى بالحصانة”.

Advertisement

وأضافت: “أنهى أومرينكو عمله في السويد عام 2019 بعد 3 أسابيع من محاولة الأمن السويدي التحقيق معه، وغادر استوكهولم إلى روسيا”. 

ولم تقدم استوكهولم على طرد دبلوماسيين روسيين في سياق أوروبي بدا أنه يتعلق باعتقال ومحاكمة المعارض الروسي أليكسي نافالني، لكن يبدو أنّ التوتر السويدي-الروسي توسع في منطقة البلطيق، حيث تتهم موسكو بالتحرش والاستفزاز العسكري في المياه والأجواء الخاصة بالسويد.

ودفعت التوترات الأخيرة حكومة يسار الوسط، أخيراً، إلى طرح فكرة التخلي عن “الحياد” السويدي المتّبع منذ 200 سنة، واقتراح الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).