تستعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإرسال مفتشين إلى موقعين أوكرانيين، للتحقيق في مزاعم روسية حول “استعداد كييف لاستخدام قنبلة قذرة خلال الحرب”، ينما تتجه موسكو نحو مجلس الأمن للتحقيق في تلك المزاعم التي تنفيها أوكرانيا وحلفائها ويصفونها بـ”الأكاذيب”.

وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الثلاثاء، أنها تستعد لإرسال مفتشين في الأيام المقبلة إلى موقعين أوكرانيين بناء على طلب كييف، في رد فعل واضح على المزاعم الروسية بأن أوكرانيا قد تُفجر ما يسمى بالقنبلة القذرة، وهو ما ينفيه مسؤولوها.

Advertisement

جاء إعلان الوكالة التابعة للأمم المتحدة في أعقاب تصريحات لمسؤول روسي رفيع المستوى مفادها بأن معهدين في أوكرانيا مرتبطين بالصناعة النووية يستعدان لإنتاج القنبلة القذرة”، وفقا لـ”رويترز”.

وقالت الوكالة في بيان “الوكالة الدولية للطاقة الذرية على علم بالتصريحات التي أدلت بها روسيا، الأحد، بشأن أنشطة مزعومة في موقعين نوويين بأوكرانيا”، مضيفة أن كلا الموقعين يخضع بالفعل لعمليات تفتيش وأن أحدهما تم تفتيشه قبل شهر.

وتابعت “الوكالة الدولية للطاقة الذرية تستعد لزيارة الموقعين في الأيام المقبلة”، مضيفة أن الغرض من زيارات الضمانات هو “الكشف عن أي أنشطة ومواد نووية محتملة غير معلنة”.

Advertisement

ولم يشر بيان وكالة الطاقة الذرية إلى أي من المرفقين، لكنه نقل عن مديرها العام، رافائيل غروسي، قوله إن الوكالة “فتشت أحد هذين الموقعين قبل شهر وكانت جميع النتائج التي توصلنا إليها متوافقة مع إعلانات الضمانات الأوكرانية”.

ولم يتم العثور هناك على أنشطة أو مواد نووية غير معلنة، حسب “رويترز”.

وقال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، الاثنين، إنه تحدث إلى غروسي وحثه على “إرسال خبراء إلى منشآت سلمية في أوكرانيا تزعم روسيا إنها تطور قنبلة قذرة”، وفقا لتغريدة على حسابه بموقع “تويتر”.

روسيا تتجه لمجلس الأمن

من جانبها أكدت روسيا على تحذيراتها من أن كييف تستعد لاستخدام “قنبلة قذرة” في أوكرانيا وقالت إنها ستطرح القضية على مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء.

Advertisement

وبعثت روسيا برسالة في هذا الصدد إلى الأمم المتحدة، الاثنين، وقال دبلوماسيون إن “موسكو تعتزم إثارة القضية في مجلس الأمن في اجتماع مغلق الثلاثاء”، وفقا لـ”رويترز”.

وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ومجلس الأمن “سنعتبر استخدام نظام كييف للقنبلة القذرة عملا من أعمال الإرهاب النووي”، وفقا لـ”رويترز”.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، الاثنين، إنها أعدت قواتها للعمل في ظروف التلوث الإشعاعي بعدما اتهمت موسكو كييف بالتخطيط لتفجير قنبلة قذرة.

وبعد أسابيع من توتر دولي متصاعد في أعقاب تهديدات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالدفاع عن “وحدة أراضي” بلاده بالأسلحة النووية، كان هذا أول بيان حقيقي من موسكو عن تغيير في حالة استعداد قواتها، حسب “رويترز”.

Advertisement

ونقلت وسائل إعلام روسية عن اللفتنانت جنرال إيجور كيريلوف، عن قائد قوات الحماية النووية والبيولوجية والكيماوية الروسية، قوله في إفادة صحفية، “حسب المعلومات المتوفرة لدينا، هناك مؤسستان في أوكرانيا لديهما تعليمات واضحة لصنع ما يسمى بالقنبلة القذرة”، حسب “رويترز”.

وسبق أن حددت وكالة الإعلام الروسية الرسمية ما قالت إنهما موقعان مشاركان في العملية، وهما محطة تخصيب المعادن في منطقة دنيبروبتروفسك بوسط أوكرانيا ومعهد الأبحاث النووية في كييف، حسب “رويترز”.

وقال  إيجور كيريلوف، إن الهدف من مثل هذا الهجوم هو إلصاق ما سيترتب على عليه من تلوث إشعاعي بروسيا من خلال اتهامها بتفجير سلاح نووي منخفض القوة، وفقا لـ”رويترز”.

وأشار إلى أن أوكرانيا تريد تصوير روسيا على أنها دولة “إرهابية نووية”، مضيفا “الهدف من هذا الاستفزاز هو اتهام روسيا باستخدام سلاح دمار شامل في المسرح العسكري الأوكراني، وبهذه الطريقة تشن حملة قوية مناهضة لروسيا في العالم بهدف تقويض الثقة في موسكو”، حسب “رويترز”.

Advertisement

وتابع “نظمت وزارة الدفاع العمل لمواجهة استفزازات محتملة من الجانب الأوكراني، وتم وضع القوات والموارد على أهبة الاستعداد لأداء مهام في ظروف التلوث الإشعاعي”.

وأبلغ وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، وزراء دفاع غربيين، الأحد، أن موسكو تعتقد أن أوكرانيا تستعد لتفجير مثل هذه القنبلة.

وتعد القنبلة القذرة “عبوة تستخدم متفجرات تقليدية محملة بمواد مشعة لنشر التلوث على مساحة واسعة”، وفقا لـ”رويترز”.

والقنبلة “القذرة” هي جهاز يستخدم لنثر النفايات النووية المشعة، وفي حين إنها لا تمتلك التأثير المدمر للانفجار النووي، لكنها يمكن أن تعرض مناطق واسعة للتلوث الإشعاعي.

Advertisement

وتجمع تلك القنبلة بين “المتفجرات التقليدية، مثل الديناميت، والمواد المشعة”، وفقا  لما قالته المحللة في مؤسسة راند، دارا ماسيكوت، لـ”بولتيكيو”.

والقنبلة القذرة ليست “نووية”، ولا تعد “سلاح دمار شامل” ولكنها “سلاح اضطراب شامل”، حيث التلوث والقلق هما الهدفان الرئيسيان، وفقا لـ”مجلس التنظيم النووي الأميركي“.

مزاعم كاذبة

من جانبه أعتبر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن اتهامات روسيا “دلالة على أن موسكو تخطط لمثل هذا الهجوم بنفسها واتهام كييف بتنفيذه”.

ورفض حلفاء أوكرانيا الغربيون أي إشارة إلى أن كييف تجهز أو تخطط لاستخدام قنبلة قذرة.  

وفي بيان مشترك، الاثنين، رفضت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في بيان مشترك المزاعم الروسية “الكاذبة”، وقال البيان “العالم لن يكون غبيا في حال جرت محاولة لاستخدام هذا الادعاء ذريعة لتصعيد”، وفقا لـ”فرانس برس”.

وإثر مشاورات أجراها مع وزيري الدفاع الأميركي، لويد اوستن والبريطاني، بين والاس، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، مساء الإثنين، على تويتر أن “الحلفاء في حلف شمال الاطلسي يرفضون هذا الادعاء”.

وقال إن على روسيا الا تستخدم هذا الأمر ذريعة لتصعيد” للنزاع في أوكرانيا”، وفقا لـ”فرانس برس”.

والاثنين أعلن مسؤول عسكري أميركي رفيع طلب عدم كشف هويته أن الولايات المتحدة “ما زالت لا تملك اي مؤشر” الى أن روسيا قررت استخدام أسلحة نووية أو كيميائية أو جرثومية في اوكرانيا، في وقت تخشى كييف وحلفاؤها تصعيدا من جانب موسكو.

وردا على سؤال عما إذا كان هذا الأمر يشمل القرار باستخدام “قنبلة قذرة”، قال المسؤول الأميركي “نعم”، وفقا لـ”فرانس برس”.

تأتي ادعاءات “القنبلة القذرة” في الوقت الذي تواجه فيه القوات الروسية صعوبات على جبهات متعددة في أوكرانيا بعد أن خسرت آلاف الكيلومترات المربعة في شمال شرق البلاد في سبتمبر، وفقا لـ”فرانس برس”.

وتتراجع القوات الروسية الآن في منطقة خيرسون الجنوبية حيث تنظم سلطات الاحتلال الروسية عمليات إجلاء للسكان بسبب تقدم قوات كييف.

وأعلنت القيادة الأوكرانية، الاثنين، أنها استعادت ما مجموعه 90 بلدة من القوات الروسية في منطقة خيرسون، إحدى المناطق الأربع في أوكرانيا التي اعلنت موسكو ضمها في سبتمبر.

كما أعلن الجيش الأوكراني أنه طرد القوات الروسية من أربع قرى في شرق البلاد، في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، وفقا لـ”فرانس برس”.