اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن، أنّ الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة أرسلت “رسالة واضحة” إلى الكرملين بتصويتها الأربعاء، بأغلبية كبيرة على مشروع قرار يدين ضمّ روسيا أجزاء من أوكرانيا.

وقال بايدن في بيان إنّه “باعتدائها على المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة، فإنّ روسيا تنسف أسس السلم والأمن الدوليين”.

وأضاف أنّ “الرهانات في هذا النزاع واضحة للجميع — والعالم أرسل رسالة واضحة ردّاً على ذلك: لا يمكن لروسيا أن تمحو من الخريطة دولة ذات سيادة. لا يمكن لروسيا أن تغيّر الحدود بالقوة. لا يمكن لروسيا أن تستولي على أراضي دولة أخرى”.

Advertisement

وفي بيانه قال بايدن إنّ “الغالبية العظمى من العالم – دول من كلّ منطقة، كبيرة وصغيرة، تمثّل مجموعة واسعة من الأيديولوجيات والحكومات – صوّتت اليوم للدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة وإدانة محاولة روسيا غير القانونية ضمّ أراضٍ أوكرانية بالقوة”.

واعتبر الرئيس الأميركي أنّ “143 دولة وقفت إلى جانب الحرية والسيادة وسلامة الأراضي – وهذا العدد أكبر حتى من الـ141 دولة التي صوّتت في آذار/ مارس لإدانة الحرب الروسية ضدّ أوكرانيا بشكل قاطع”.

وذكّر بايدن بأنّ “أربع دول فقط اختارت الوقوف إلى جانب روسيا، وهي بيلاروس، وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، ونيكاراغوا، وسوريا”.

Advertisement

ولفت الرئيس الأميركي إلى أنّ “العالم أظهر للتوّ أنّه أكثر اتّحاداً وأكثر إصراراً من أيّ وقت مضى على تحميل روسيا المسؤولية عن انتهاكاتها”.

وصوتّت الجمعية العامة للأمم المتّحدة الأربعاء، بأغلبية كبيرة على مشروع قرار يدين ضمّ روسيا “غير القانوني” مناطق أوكرانية بعد أن استخدمت موسكو حقّ النقض ضد مشروع قرار مماثل في مجلس الأمن الدولي.

واعتمدت الجمعية العامة القرار بأغلبية 143 صوتاً مقابل خمس دول صوّتت ضدّه، لكنّ 35 دولة امتنعت عن التصويت، من بينها الصين والهند وجنوب إفريقيا وباكستان، على الرغم من الجهود الدبلوماسية الأميركية الكبيرة.

ويدين القرار “تنظيم روسيا الاتحادية استفتاءات مزعومة داخل حدود أوكرانيا المعترف بها دولياً” و”محاولة الضمّ غير القانوني” التي أعلنها الرئيس فلاديمير بوتين الشهر الماضي لأربع مناطق أوكرانية.

Advertisement

ويدعو القرار كل وكالات الأمم المتّحدة والوكالات الدولية إلى عدم الاعتراف بأيّ تغييرات أعلنتها روسيا للحدود، ويطالب موسكو “بالتراجع الفوري وغير المشروط” عن قراراتها.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن التصويت أظهر الوحدة الدولية ضد روسيا، مشدّداً على أنّ واشنطن لن تعترف أبداً بالاستفتاءات “الزائفة”.

وأضاف بلينكن في بيان أنّ التصويت “تذكير قوي بأن الغالبية العظمى من الدول تقف إلى جانب أوكرانيا، دفاعاً عن ميثاق الأمم المتحدة وفي معارضة شديدة للحرب الروسية المستمرة ضد أوكرانيا وشعبها”.

وحضّت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد جميع الدول على توجيه رسالة مفادها أنّ العالم “لن يتسامح مع الاستيلاء على أرض جار بالقوة”.

Advertisement

وأضافت “اليوم روسيا تحارب أوكرانيا. لكن غداً قد تكون دولة أخرى هي من تُنتهك أراضيها. قد تكون دولتكم. يمكن أن تكونوا التاليين. ماذا تتوقعون من هذه القاعة؟”.

وبذلت الولايات المتحدة مساعي حثيثة لإقناع جنوب إفريقيا وكذلك أيضاً وخصوصاً الهند التي تتعاظم شراكتها مع واشنطن وتربطها علاقة تاريخية وثيقة بموسكو وامتنعت أيضا عن التصويت في مجلس الأمن حيث تشغل مقعدا غير دائم.

وزاد عدد المصوّتين لإدانة الغزو الروسي بصوتين مقارنة بقرار الإدانة الذي اعتمدته الجمعية العامة في آذار/ مارس بعد بدء النزاع.

وصوّتت بنغلادش والعراق والسنغال – التي امتنعت عن التصويت في آذار/ مارس – الأربعاء على إدانة روسيا.

أما إريتريا، وهي إحدى أكثر الدول انغلاقاً في العالم، فقد انتقلت من التصويت بـ”لا” إلى “الامتناع” عن التصويت بينما تحوّلت نيكاراغوا التي تتعرض لضغط دولي متزايد بشأن سجلّها الحقوقي، من الامتناع عن التصويت إلى التصويت بـ”لا” وذلك إلى جانب كلّ من روسيا وبيلاروس وكوريا الشمالية وسوريا.

Advertisement

وقالت سفيرة جنوب إفريقيا ماتو جوييني إنّ بلادها تعد “وحدة أراضي الدول ووحدة أراضي أوكرانيا أمراً مقدّساً، ونحن نرفض كل الإجراءات التي تقوّض أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”.

وأضافت “لقد امتنعنا عن التصويت على القرار لأننا نعتقد أنّ هدف هذه الجمعية بما يتماشى مع تفويضها يجب أن يكون دائما الإسهام في نتيجة بنّاءة تفضي إلى إحلال سلام دائم في أوكرانيا”.

وترى القوى الغربية أنّ روسيا ليست مهتمّة بإحلال السلام، كما يتّضح بنظرها من الضربات الدامية على المدنيين في كييف وغرب أوكرانيا.

Advertisement

أما سفيرة الهند روشيرا كامبوج فقالت إنّ “جنوب الكرة الأرضية بأكمله عانى أضراراً جانبية كبيرة” من الحرب وإنّ “قضايا ملحّة” لم يتناولها القرار.

وقالت بنغلاديش في معرض شرحها لتصويتها لصالح إدانة روسيا، إنّه يتعيّن على المجتمع الدولي أن يقف بحزم أيضاً ضدّ أيّ محاولة من جانب إسرائيل لضمّ أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلّة.

وقال سفير بنغلاديش محمد عبد المحيط “نعتقد بشدّة أنّ أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة في ما يتعلق باحترام السيادة ووحدة الأراضي والتسوية السلمية لكل النزاعات يجب أن ينطبق على الجميع وفي كلّ مكان وتحت جميع الظروف”.