توفي عرّاب الموجة الجديدة في السينما الفرنسية، المخرج جان-لوك غودار، اليوم الثلاثاء، عن 91 عاماً، وفق ما أعلنت صحيفة ليبراسيون نقلاً عن أشخاص مقربين منه. وقد أكدت زوجته آن ماري مييفي وفاته في ظهر اليوم موضحين أنه “مات بسلام في منزله محاطًا بأحبائه” ، في رول، على ضفاف بحيرة جنيف. “لم يكن مريضًا ، لقد كان مرهقًا بكل بساطة: بحسب ما نقلت “ليبيراسيون” عن أحد أقاربه. وتكمل الصيحفة الفرنسية نقلاً عن قريب آخر: “اتخذ قرارًا بإنهائه. لقد كان قراره وكان من المهم بالنسبة له أن يُعرف ذلك”. إذاً لجأ غودار إلى الانتحار بمساعدة طبية ليضع حداً لحياته، علماً أن هذا النوع من الانتحار مسموح به وفق القوانين السويسرية.

Advertisement

غودار من المخرجين الأكثر شهرة في العالم، وفي رصيده أعمال سينمائية كلاسيكية، مثل Breathless وContempt، ألهمت أجيالاً من المخرجين لاحقاً، بينهم بريان دي بالما ومارتن سكورسيزي وستيفن سوديربرغ وكوينتن تارانتينو وجيم جارموش.

ولد غودار في العاصمة الفرنسية باريس عام 1930، وترعرع وارتاد المدرسة في نيون، على ضفاف بحيرة جنيف في سويسرا. عقب عودة غودار إلى باريس بعد إنهاء دراسته عام 1949، وجد ملاذاً في “نوادي السينما” الفكرية التي ازدهرت في العاصمة الفرنسية بعد الحرب.

بعد أن التقى أمثال الناقد أندريه بازين وزملائه المخرجين لاحقاً فرانسوا تروفو وكلود شابرول وجاك ريفيت، بدأ غودار بالكتابة للمجلات السينمائية الجديدة، وبينها مجلات بازين البارزة. دافع عن العصر الذهبي لهوليوود، وكان لدى همفري بوغارت مكانة مميزة عنده، ما سيظهر في فيلمه الأول Breathless الذي أطلقه عام 1960.

Advertisement

عام 2010، منح جائزة أوسكار فخرية عن مجمل مسيرته السينمائية، رغم كونه منتقداً شرساً لهوليوود وشخصية مثيرة للجدل، بسبب مواقفه من الاحتلال الإسرائيلي ودفاعه العلني عن القضية الفلسطينية. وأعلن غودار حينها أنه لن يذهب شخصيا لتسلم الجائزة. وضم غودار في فيلمه الوثائقي “هنا وهناك” (1976) صوراً لزعيم النازية أدولف هتلر، إلى جانب صور لرئيسة وزراء الاحتلال السابقة غولدا مائير.