وافق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، على طلب أوكرانيا الداعي لعقد جلسة خاصة طارئة يوم الخميس المقبل بشأن العمليات العسكرية الروسية في ذلك البلد.

وقد تم اليوم تعليق العمل المقرر لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مؤقتا، إذ دُعيت الدول الأعضاء للتصويت على طلب من أوكرانيا “لإجراء مناقشة طارئة حول هذه المسألة وإدانة العملية العسكرية الروسية”.

وقد حصد طلب أوكرانيا 29 صوتا مؤيدا، وقد عارضت كل من روسيا والصين وكوبا وإريتريا وفنزويلا؛ فيما امتنعت 13 دولة عن التصويت.

Advertisement

وتحدثت السيدة يفينييا فيليبينكو، المندوبة الدائمة لأوكرانيا لدى الأمم المتحدة في جنيف، أمام المجلس، مشيرة إلى الوفيات والمعاناة التي تعمّ أنحاء أوكرانيا، وسط تقارير تفيد بأن المحادثات جارية بين أوكرانيا وروسيا على حدود بيلاروس.

كما قدم الوفد الأوكراني مشروع قرار للنظر فيه خلال المناقشة الطارئة يوم الخميس، يدعو المجلس إلى “إجراء تحقيق دولي في أي انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان ناجمة عن الخطوة الروسية”.

أوكرانيا: “غزو روسيّ واسع النطاق”

“سبب هذا الطلب معروف للعالم كله”، كما قالت السيدة فيليبينكو التي أوضحت أن روسيا – وهي عضو في هذا المجلس – شنت هجوماً غير مبرر ودون سابق استفزاز على أوكرانيا”.

Advertisement

وأضافت أمام المشاركين في جلسة مجلس حقوق الإنسان: “لم يكن هجوما على أوكرانيا فحسب، بل كان هجوما على كل دولة عضو في الأمم المتحدة وعلى المبادئ التي أنشئت هذه المنظمة لصونها.”

وذكرت المندوبة الأوكرانية في جنيف أنه “بعد أسابيع من التصعيد والتهديدات التي حرضت عليها روسيا، دخلت قواتها في 24 شباط / فبراير أوكرانيا من أراضي الاتحاد الروسي وبيلاروس في غزو واسع النطاق، مستخدمة ترسانة واسعة من القدرات العسكرية والأفراد العسكريين.”

روسيا تعارض عقد جلسة طارئة

وأوضحت السفيرة الأوكرانية أنه في غضون أربعة أيام، أصبحت حصيلة هذا العمل على أوكرانيا مدمرة. فوفقا لوزارة الصحة الأوكرانية، -لحد تاريخ جلسة مجلس حقوق الإنسان هذا الصباح- قُتل 352 شخصا، بينهم 16 طفلاً، وأصيب حوالي 1700 شخص، من بينهم ما لا يقل عن 160 طفلاً. نزح مئات الآلاف من الأوكرانيين داخلياً أو أصبحوا لاجئين.

Advertisement

“يتعرض الشعب الأوكراني للقصف بشكل منتظم. تضررت آلاف المنازل أو دمرت. وقد أرغمت الهجمات على العاصمة كييف وغيرها من المدن الأوكرانية، مليون شخص على قضاء أيام وليال في الملاجئ ومترو الأنفاق”.

ورفض المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة في جنيف، السفير غينادي غاتيلوف، طلب إجراء مناقشة طارئة يوم الخميس في المجلس، وأعرب عن خيبة أمله “إزاء محاولات عدد من الوفود تصعيد المواجهة مرة أخرى في المجلس.”

وقال أمام الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان:

“اقتراح مناقشة، كمناقشة عاجلة، لموضوع لا علاقة له بالشواغل الحقيقية المتعلقة بحقوق الإنسان في أوكرانيا. وما أمامنا ليس إلا محاولة كييف المعتادة صرف انتباه المجتمع الدولي بعيدا عما يفعلونه منذ حوالي ثماني سنوات حتى الآن، إلا وهو إهلاك مستهدف للنساء الأبرياء والأطفال وكبار السن في دونيتسك ولوهانسك.”

Advertisement

نتيجة التصويت

وعقب تلك المداخلة، دعا رئيس مجلس حقوق الإنسان، السفير الأرجنتيني فيديريكو فيليغاس، جميع أعضاء الهيئة البالغ عددهم 47 إلى التصويت على طلب أوكرانيا.

وكانت نتيجة التصويت كالتالي: 29 صوتا مؤيدا، وخمسة أصوات معارضة (روسيا والصين وكوبا وإريتريا وفنزويلا)؛ فيما امتنعت 13 دولة عن التصويت. وبموجب ذلك، تم اعتماد الاقتراح.

باشيليت: أراوح لا تحصى تتعرض للخطر

وإذ أبرزت ميشيل باتشيليت، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، بواعث القلق الجسيمة إزاء الخسائر في الأرواح بين المدنيين من جراء “الهجوم العسكري على أوكرانيا”، قالت إن “أرواحا لا تحصى” معرضة للخطر.

وأضافت: “بين صباح الخميس والليلة الماضية، سجل مكتبنا 406 ضحايا مدنيين، من بينهم مئة وقتيلان – بينهم سبعة أطفال – و304 جرحى”.

Advertisement

“قُتل معظم هؤلاء المدنيين بأسلحة متفجرة ذات أثر واسع النطاق، بما في ذلك قصف بمدفعية ثقيلة ومنظومات صواريخ متعددة الإطلاق، وغارات جوية. وأخشى أن الأرقام الحقيقية أعلى بكثير”.