أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الثلاثاء 22 فبراير2022 عن عقوبات جديدة صارمة على روسيا متهما إياها ببدء غزو أوكرانيا، فيما أشار بأنه لا يزال هناك متسع من الوقت لتجنب الحرب، حتى في الوقت الذي خطط فيه فلاديمير بوتين لإرسال قوات إلى خارج حدود بلاده.

ودعمت كل من اليابان وأستراليا هذه الخطوة في وقت مبكر من يوم الأربعاء من خلال فرض عقوبات صارمة على موسكو والأفراد المرتبطين بالعدوان على أوكرانيا، واتهم رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون أعضاء مجلس الأمن الروسي التصرف بـ “البلطجية والمتسلطين”.

Advertisement

ومنحت الغرفة العليا الروسية، مجلس الاتحاد، بوتين الموافقة بالإجماع على نشر “قوات حفظ السلام” في منطقتين أوكرانيتين “انفصاليتين” ، وربما في أجزاء أخرى من أوكرانيا.

وأعلن بايدن ما أسماه “الشريحة الأولى” من العقوبات، بما في ذلك إجراءات وقف تمويل روسيا واستهداف المؤسسات المالية و “نخبها”، لكنه ترك الباب مفتوحا لبذل جهد دبلوماسي أخير لمنع غزو روسي دموي واسع النطاق.

وقال الرئيس الأمريكي في خطاب ألقاه من البيت الأبيض:

“ليس هناك شك في أن روسيا هي المعتدي ، لذلك نحن نفهم بوضوح التحديات التي نواجهها”.

وأضاف الرئيس الأمريكي: “ومع ذلك، لا يزال هناك متسع من الوقت لتجنب السيناريو الأسوأ الذي سيجلب معاناة لا توصف لملايين الناس”.

Advertisement

جاء خطاب بايدن في أعقاب موجة من العقوبات أعلنتها بريطانيا والاتحاد الأوروبي، بعد أن اعترف بوتين بما يسمى “جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك” المزعومتين، كما أعلنت ألمانيا أنها أوقفت التصديق على خط أنابيب الغاز “نورد ستريم 2 ” مع روسيا، فيما قالت موسكو إن نظام العقوبات سيأتي بنتائج عكسية.

وقال أناتولي أنتونوف ، سفير روسيا لدى الولايات المتحدة ، في منشور على فيسبوك ، إن العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة “ستضر بأسواق المال والطاقة العالمية” ، مضيفًا أن الأمريكيين العاديين “سيشعرون بالعواقب الكاملة لارتفاع الأسعار”.

رفض الدبلوماسية:

فيما ظلت خطط بوتين غير واضحة، حذر المسؤولون الغربيون منذ أسابيع من نواي بوتين لغزو شامل لأوكرانيا ، وهي خطوة قد تشعل حربًا كارثية في أوروبا.

Advertisement

وأشارت إدارة بايدن إلى أنها لم تعد تعتقد أن روسيا جادة في تجنب الصراع، حيث قال وزير الخارجية أنتوني بلينكين إنه ألغى اجتماعًا مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف كان من المقرر عقده يوم الخميس.

وقال بلينكين “الآن بعد أن بدأ الغزو وأوضحت روسيا رفضها الشامل للدبلوماسية، فليس من المنطقي المضي قدما في ذلك الاجتماع”.

وفي حديثه إلى الصحفيين، قال بوتين إن اتفاقيات مينسك للسلام بشأن النزاع الأوكراني لم تعد موجودة، واعترف بمطالبات الانفصاليين بأراض أكثر مما يسيطرون عليه حاليًا.

لكنه أضاف أن نشر القوات الروسية “سيعتمد على الوضع المحدد على الأرض” ويبدو أنه يقدم لأوكرانيا مخرجا بالتخلي عن آمالها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

Advertisement

وقال بوتين: “أفضل حل … سيكون إذا رفضت سلطات كييف الحالية نفسها الانضمام إلى الناتو وحافظت على حيادها”.

وقال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرج إن لدى الحلف “كل المؤشرات” على أن موسكو “تواصل التخطيط لهجوم واسع النطاق على أوكرانيا”.

ولم تظهر كييف أي علامة على التراجع، حيث التقى وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بايدن للمطالبة بمزيد من المساعدات العسكرية.

وأثارت خطوة الاعتراف الروسية إدانة شديدة من أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة ، الذي وصفها بأنها “ضربة قاضية لاتفاقيات مينسك التي أقرها مجلس الأمن”.

مزيد من العدوان العسكري:

قال الرئيس الأمريكي جون بايدن إن واشنطن ستواصل تزويد أوكرانيا بأسلحة “دفاعية” وتنشر المزيد من القوات الأمريكية لتعزيز حلفاء الناتو في أوروبا الشرقية.

واستدعت كييف كبير دبلوماسييها من موسكو حيث حذر الرئيس فولوديمير زيلينسكي من أن اعتراف بوتين بالمناطق الانفصالية ينذر “بمزيد من العدوان العسكري” ضد أوكرانيا.

Advertisement

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي “وافقوا بالإجماع على حزمة عقوبات أولية” ، كما ألغى اجتماعا مع نظيره الروسي.

وفرضت بريطانيا عقوبات على خمسة بنوك روسية وثلاثة من رجال الاعمال المقربين من بوتين، وحذت كندا حذوها بإجراءات مماثلة.

وتصاعد الجدل في بعض العواصم حول اعتبار ما أقدمت عليه روسيا وهل يمكن اعتباره غزوا شاملا يحتاج لفرض عقوبات صارمة، لكن خطاب بوتين كان من المؤكد أنه أثار المخاوف.

وقالت روسيا إنها أقامت علاقات دبلوماسية “على مستوى السفارات” مع المناطق التي تحتلها في شرق أوكرانيا منذ عام 2014 .

خارج التوقعات:

أعلن الجيش الأوكراني مقتل جندي أوكراني الثلاثاء وإصابة ستة آخرين في اشتباكات مع المتمردين الذين تدعمهم موسكو في الشرق، وتعرضت بلدة شاستي على خط المواجهة لقصف من قبل الجانب الروسي  ما ادى إلى تضرر محطة الطاقة الكهربائية، فيما يعيش السكان المحليون في حالة خوف دائم من احتمال العدوان الروسي.

Advertisement

© وكالة فرانس برس

“Russia Crisis” – Overview of Latest Developments – KyivPost – Ukraine’s Global Voice