تجبر السلطات الروسية المواطنين الأوكرانيين الذين يعيشون في المناطق المحتلة، على الحصول على الجنسية الروسية وإلا يتم اتخاذ إجراءات انتقامية ضدهم بينها الاحتجاز أو الترحيل، بحسب تقرير أميركي.

وكشف الباحثون في جامعة ييل بولاية كونيتيكت، أن مواطني مناطق لوهانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا، يتم استهدافهم بشكل منتظم من أجل تجريدهم من جنسيتهم الأوكرانية.

وأوضح التقرير أن الأشخاص الذين يرفضون التحرك من أجل الحصول على الجنسية الروسية "يكونون عرضة للتهديدات والترهيب وتقييد الوصول إلى المساعدات الإنسانية والمتطلبات الأساسية، وربما الاحتجاز أو الترحيل، وكل ذلك بهدف إجبارهم على تقديم طلب للحصول على الجنسية الروسية".

Advertisement

وأبرزت تصريحات المدير التنفيذي لكلية الصحة العامة في جامعة ييل، ناثانيل ريموند، لشبكة "سي أن أن"، أن تصرفات روسيا تعتبر "جرائم حرب كلاسيكية حيث تقيد بهذه الإجراءات قدرة الناس على الوصول إلى الخدمات والموارد الأساسية التي من المفترض أن تقدمها روسيا، مثل الرعاية الصحية والإنسانية".

كانت روسيا أعلنت بشكل رسمي أنها منحت جنسيتها لأكثر من 3 ملايين مواطن أوكراني منذ عام 2014، في أعقاب ضم شبه جزيرة القرم واحتلالها لمناطق أوكرانية أخرى بعد الغزو الذي بدأته عام 2022.

وصرح رئيس الوزراء الروسي، ميخائيل ميشوستين، في مايو الماضي، إن موسكو منحت جوازات سفر لنحو 1.5 مليون شخص يعيشون في مناطق لوهانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا، منذ احتلالها في أكتوبر من العام الماضي.

Advertisement

أوضح تقرير جامعة ييل، أن هذه الأعداد ارتفعت منذ ذلك الوقت، حيث زعم القادة المكلفين من روسيا في إدارة تلك المناطق عن حصول نحو ثلاثة أرباع سكان هذه المناطق على الجنسية الروسية.

في سبيل تسهيل عملية التجنيس، أقرت روسيا في مارس 2023، قانونًا بشأن التنازل الأحادي عن الجنسية الأوكرانية، وأتبعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بدعوة إلى الإسراع في منح جوازات السفر للراغبين منهم في الحصول على الجنسية الروسية.

وفي أبريل الماضي، تبنت موسكو قانونًا آخر يسمح باحتجاز أو ترحيل المقيمين في المناطق التي تحتلها روسيا في أوكرانيا ممن لا يحملون جوازات سفر روسية، وبداية من يوليو من العامل المقبل سيكون المقيمين الذين لا يحملون الجنسية الروسية "أجانب" أو "بدون جنسية".

Advertisement

أضاف تقرير جامعة ييل، أيضًا أنه مع تدمير سد كاخوفكا شرقي أوكرانيا في يونيو الماضي، ومع الفيضانات وعمليات النزوح، استغلت القوات الروسية هذه المأساة في دفع المواطنين للحصول على الجنسية، بتسهيل وصول من يحملونها للمساعدات وتعويضات عن أضرار الفيضانات، بينما كان أصحاب الجنسية الأوكرانية يحصلون على الفتات.

كما ظهرت أنباء عن تخطيط السلطات الموالية لروسيا فيما تعرف باسم "جمهورية دونيتسك الشعبية" شرق أوكرانيا، لإمكانية احتجاز السكان الذين لا يحملون الجنسية الروسية من أجل ترحيلهم.