هربت تيتيانا كوشيفا من منزلها في مدينة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا بعد الغزو الروسي العام الماضي ولجأت إلى مدينة عسقلان الإسرائيلية الساحلية قرب غزة.

عمل زوجها في إسرائيل في الماضي ولذا اعتقدت بأن الفرار إليها مع أطفالهما الثلاثة سيضمن لهم حياة آمنة بعيدا عن الهجمات الروسية.

لكن جاء يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر عندما هاجمت حماس إسرائيل لتشتعل حرب أدت إلى مقتل الآلاف مذاك.

على غرار آلاف اللاجئين الأوكرانيين الآخرين، اضطُرت كوشيفا للهرب من الحرب مجددا.

Advertisement

وقالت المرأة البالغة 39 عاما "إذا قُتلت فسأكون على الأقل في وطني الأم".

عندما هاجمت روسيا أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، قضت كوشيفا عشرة أيام مختبئة في قبو في خاركيف التي كادت تسقط في أيدي الجيش الروسي.

وبعد خمسة شهور على الغزو، فرّت العائلة إلى إسرائيل حيث بدأوا حياة جديدة في عسقلان الواقعة على بعد نحو 10 كيلومترات عن غزة.

وعندما شنّت حماس هجومها المباغت الذي أودى بحياة نحو 1200 شخص، بحسب السلطات الإسرائيلية، شعرت بأن عليها المغادرة.

وقالت "بدأت يداي ترتجفان وعاد إليّ الشعور ذاته الذي انتابني عندما بدأ كل شيء في بلدنا".

ردّت إسرائيل على الهجوم بإطلاق عملية عسكرية ضد قطاع غزة تقول حركة حماس بأنها أودت بحياة أكثر من 11 ألف شخص حتى الآن.

"عليّ العودة"

عادت كوشيفا لقضاء لياليها في الملجأ، لتستذكر دوي صفارات الإنذار والانفجارات مرة أخرى. وعندها، قررت بأن عليها الهرب.

Advertisement

وقالت "عندما تصاعد الوضع.. بدأت أشعر بالهلع"، مضيفة "شعرت بالخوف. أدركت بأن عليّ العودة".

أُجليت العائلة إلى وسط إسرائيل حيث بقيت بضعة أيام قبل العودة إلى خاركيف.

ما زالت الحرب جزء من الحياة اليومية في خاركيف إذ رغم بسط أوكرانيا سيطرتها الكاملة عليها، إلا أن المدينة تتعرّض لهجمات روسية متكررة. وباتت صفارات الإنذار جزء من الحياة اليومية.

لكن كوشيفا تشعر بالارتياح لعودتها.

وقالت "عندما أمشي هنا، إنها بلدي الأم وعلمي. لا أعرف كيف أُعبّر عن الأمر لكنني أشعر بالسعادة".

أفادت كييف بأن حوالى 4000 أوكراني غادروا إسرائيل منذ هجوم حماس.

"ذات الشعور تماما"

وفي العاصمة كييف، عادت آنا لياشكو وابنتها ديانا البالغة ثماني سنوات من إسرائيل التي هربتا إليها في آذار/مارس العام الماضي بعد أسابيع على بدء الغزو الروسي.

Advertisement

وتقول الأم البالغة 28 عاما إنهما كانتا تعيشان قرب مناطق في كييف سقطت في أيدي القوات الروسية في بداية الهجوم من دون "كهرباء، مياه أو اتصالات".

وأضافت "كانت ابنتي خائفة كثيرا وقررت المغادرة".

قررت الانتقال مع ابنتها إلى إسرائيل حيث لديها أقارب.

لكن عندما وقع هجوم حماس الشهر الماضي، عادت بها الذاكرة إلى يوم الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقالت "كانت أولى المشاعر التي انتابتني هي ذاتها التي شعرت بها في 24 شباط/فبراير (2022) في أوكرانيا".

وأضافت "اتصل بي أحدهم صباحا وقال +آنا، بدأت الحرب+. كان ذات الشعور تماما الذي انتابني في أوكرانيا".

وأشارت إلى أن الخوف بدا جليا في عيني ابنتها و"فهمت بأنه لا يمكنني البقاء".

غادرت لياشكو مع ابنتها من تل أبيب بعد أسبوع بمساعدة السفارة الأوكرانية.

Advertisement

وتؤكد اليوم بأنها تشعر وابنتها بالسعادة للعودة وبلم شملها وابنتها مع باقي أفراد العائلة.

"كييف أهدأ من إسرائيل"

ومن مكتبها على الضفة الأخرى من نهر دنيبرو في كييف، تؤكد أوسكانا سوكولوفسكا بأنها اعتقدت أن إسرائيل ستكون "البلد الأكثر أمانا في العالم" عندما فرّت إليها هربا من الغزو الروسي.

وعلى غرار العديد من النساء اللواتي كنّ بصحبة أطفالهن، غادرت المحامية البالغة 39 عاما أوكرانيا مع أطفالها الثلاثة عندما بدأت الحرب العام الماضي.

وقالت "لم يكن من حقي تعريض حياتهم للخطر".

وبما أنها تتحدّث العبرية، اختارت إسرائيل وأقامت مع أطفالها في ريشون لتسيون قرب تل أبيب.

لكنها قضت على غرار الأخريات يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر في ملجأ برفقة أطفالها.

وقالت "بدأ قصف هائل"، وبالتالي قررت سريعا مغادرة إسرائيل.

وأفادت فرانس برس "من الصعب الهرب من حرب إلى أخرى".

لكنها أكدت بأنها تشعر بالسعادة للعودة.

وقالت "الوضع في كييف حاليا أهدأ من إسرائيل"، بعد عامين تقريبا على الغزو الروسي، مضيفة "هذا السبب الوحيد الذي دفعني للعودة".

Advertisement