وبناء على هذه النتائج، تتجه تركيا، ذات الغالبية المسلمة والعلمانية، للمرة الأولى في تاريخها نحو جولة ثانية للانتخابات الرئاسية، على أن يفصل الناخبون في 28 أيار/مايو بين الرئيس رجب طيب إردوغان ومنافسه الرئيسي كمال كيليتشدار أوغلو،  في المقابل، احتفظ إردوغان بالأغلبية في البرلمان.

 وستعتمد نتيجة الجولة الثانية جزئيا على مرشح ثالث هو سنان أوغان (قومي متطرف) بعد فوزه بنحو 5,2 في المئة من أصوات الجولة الأولى، غير أنه لم يُعلن بعد إن كان سيدعم أحد المرشحَين.

Advertisement

ولم يكن للأزمة الاقتصادية والزلزال المدمّر الذي وقع في السادس من شباط/فبراير وأودى بما لا يقل عن 50 ألف شخص، الآثار التي توقعها المحللون.

فقد أثار رد الحكومة الذي اعتُبر متأخرا، غضب العديد من الناجين. لكن هذا الغضب لم يُترجم في صناديق الاقتراع، إذ جددت المحافظات المتأثرة بشدة ثقتها بالرئيس الذي وعد بإعادة بناء 650 ألف منزل في المناطق المتضررة في أسرع وقت ممكن.

ورأت صحيفة "صباح" الموالية للحكومة أن تصدر الرئيس المنتهية ولايته نتائج الجولة الأولى "يعد نجاجا كبيرا".

 "احترام" الاقتراع 

في الأسابيع الأخيرة، دعا معسكر المعارضة الممثل في تحالف واسع يقوده "حزب الشعب الجمهوري" الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك، إلى "حسم (نتيجة الانتخابات) من الجولة الأولى".

لكن نائب رئيس الحزب اعترف ظهر الاثنين بأن "نحو 300 صندوق اقتراع من الخارج لم يتمّ فرزها لن تغير الوضع". وتابع "سنفوز بالتأكيد في الجولة الثانية".

Advertisement

ومساء الأحد، اعترض معسكر كيليتشدار أوغلو مباشرة على الأرقام الأولية التي منحت إردوغان تقدّماً مريحاً، مؤكداً أن نتائج مراكز الاقتراع الأكثر ملاءمة لمرشّح المعارضة لم تُحتسب بعد، خصوصاً بسبب الطعون المتعدّدة.

ويستعد المرشحان للتنافس مرة أخرى بعد أسبوعين، فيما وعد إردوغان، بـ"احترام" حكم صناديق الاقتراع.

"قائد حقيقي"

واعتبر بيرم بالسي الباحث في معهد العلوم السياسية في باريس والمدير السابق للمعهد الفرنسي لدراسات الأناضول في إسطنبول، أن "الأتراك لعبوا (ورقة) الاستقرار والأمن".

وقال "لقد رفضوا وضع ثقتهم في تحالف متعدد ذي مصالح متباينة، متسائلين: كيف سيحكمون معاً".

Advertisement

وأكد حمدي كرم محمود (40 عاماً) الذي يعمل في قطاع السياحة، أن "طيب إردوغان سيفوز. إنه قائد حقيقي، الأتراك يثقون به ولديه رؤية لتركيا". 

 في هذا الوقت، بقي المؤشر الرئيسي لبورصة إسطنبول منخفضا بنسبة 3 في المئة عند الساعة 3,30 مساءً (12,30 ت غ)،  بعد تراجعه عند الافتتاح بنسبة 6 في المئة.

ووصلت الليرة التركية إلى مستوى منخفض تاريخياً، عند نحو 19,7 ليرة للدولار.

وقال المحلل بارتوش ساويكسي "ستكون نتيجة الانتخابات حاسمة بالنسبة للاقتصاد التركي". وتساءل "هل ستستمرّ تركيا في اندفاعها غير التقليدي وسياساتها غير المتوازنة أم تعود إلى طريق الإصلاح والتعافي؟".