ويرأس القمة في ريكيافيك كل من المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسا الوزراء البريطاني ريشي سوناك والإيطالية جورجيا ميلوني، ويشارك فيها العشرات من القادة الأوروبيين.

ويسعى المجتمعون إلى إظهار وحدة صف في دعم أوكرانيا في وقت تستكمل فيه كييف استعداداتها لشن هجوم مضاد مرتقب.

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مداخلة عبر الفيديو في افتتاح الاجتماع القارة العجوز إلى الحفاظ على "وحدتها" لصون "الحرية".

Advertisement

وقبل أيام من قمة لمجموعة السبع، طالب زيلينسكي مجددا الغرب بتزويد بلاده بطائرات مقاتلة.

وشدد الرئيس الأوكراني على أنه من دون هذه الطائرات "لن تكون أي دفاعات جوية كاملة"، وأكد أنه تم اعتراض "مئة بالمئة" من الصواريخ الروسية التي أطلقت على الأراضي الأوكرانية بين الإثنين والثلاثاء، خلافا لما أعلنته موسكو.

تزويد أوكرانيا بمقاتلات أف-16

وبعد إعلان لندن وباريس عن تدريب للطيارين على طائرات مقاتلة، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ونظيره الهولندي مارك روته أنهما يعتزمان بناء "تحالف دولي" لمساعدة أوكرانيا في الحصول على طائرات مقاتلة من طراز أف-16.

وأشار بيان لرئاسة الحكومة البريطانية إلى أن الرجلين اتفقا في الاجتماع الذي عقد بمناسبة قمة لمجلس أوروبا في أيسلندا، على "العمل معا من أجل بناء تحالف دولي لإمداد أوكرانيا بقدرات قتالية جوية (...) بدءا بالتدريب ووصولا إلى تسليم مقاتلات اف-16".

Advertisement

والقمة هي الرابعة للمنظمة التي تأسست قبل 75 عاما. وترمي إلى مضاعفة الوسائل لمحاسبة روسيا جنائيا عن الدمار والجرائم المرتكبة في إطار غزوها أوكرانيا مع إمكان إحالتها على محكمة دولية.

وتفتقر إيسلندا التي تتولى رئاسة مجلس أوروبا إلى جيش وقد سعت تاليا إلى إمداد أوكرانيا بترسانة قانونية لتعذر إمدادها بأسلحة.

ولدى وصوله إلى القمة قال ماكرون "إنها حقا تعبئة قانونية تسمح لنا بالمضي قدما على صعيد الحقوق ومكافحة الإفلات من العقاب".

تصدعات

اقترح ماكرون بناء مئات من مراكز الصحة الذهنية في أوكرانيا، بأموال مصرف تابع لمجلس أوروبا مع موارد بأكثر من مليار يورو، بحسب الإليزيه.

وبالنسبة لشولتز، فإن إعداد الدول الأوروبية سجلا لأضرار الحرب سيؤدي "دورا مركزيا" على صعيد "معاقبة الغزاة الروس ومحاسبتهم على جرائم الحرب التي ارتكبوها" و"الأضرار الهائلة التي تسببها روسيا لأوكرانيا يوما بعد يوم".

Advertisement

في ظل تهديدات موسكو بإطالة الحرب رغم الخسائر الثقيلة التي تتكبدها، تسعى أوروبا إلى إظهار وحدتها وتضامنها مع كييف مهما كانت نتيجة هذا الهجوم المضاد الذي يبدو صعبا ضد مواقع روسية محصنة.

وتتوجس كييف من أن تجد نفسها تحت ضغط من حلفائها للتفاوض مع موسكو في حال لم تحقق النجاحات العسكرية المتوقعة بسرعة.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الإثنين: "لن نتخذ أي خطوات "بشأن أوكرانيا من دون مشاركة أوكرانيا".

وطرد مجلس أوروبا روسيا في آذار/مارس 2022 نتيجة غزوها لأوكرانيا، لكن موسكو كانت تستعد لمغادرة المنظمة على أي حال.

Advertisement

ويضم الفضاء القانوني لمجلس أوروبا دول الاتحاد الأوروبي الـ27 ونحو عشرين دولة أخرى منها تركيا والمملكة المتحدة. وتشتهر المنظمة بمحكمتها المعروفة باسم المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.

وعلى الرغم من وحدة مجلس أوروبا الظاهرة، فإن المنظمة ليست بمنأى عن التصدعات.

وقمة ريكيافيك تجمع مثلا دولتَين متنازعتَين هما أذربيجان وأرمينيا.

أما بالنسبة للمملكة المتحدة، فهي تنتقد المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان باستمرار، معتبرة أنها عقبة كبيرة أمام تمكينها من تشديد سياسة الهجرة.

ولدى وصوله إلى القمة، دعا سوناك مجددا إلى إصلاح المحكمة ودافع عن حق بلاده في "وقف مراكب" المهاجرين الذين يصلون إلى أراضيها عبر بحر المانش.