أعلن الرئيس التركي رجب طيّب إردوغان، أنّ أوكرانيا "تستحقّ الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي"، بعد اجتماع في اسطنبول مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي تسعى بلاده للانضمام.

وأعلن إردوغان أنّ نظيره الروسي فلاديمير بوتين سيزور تركيا "الشهر المقبل" (آب/أغسطس)، مشددا على ضرورة "عودة روسيا وأوكرانيا إلى مباحثات السلام".

كما عبّر إردوغان الذي كان يتحدّث إلى جانب نظيره الأوكراني، عن أمله في تمديد اتفاقيّة تصدير الحبوب الأوكرانيّة التي أبرمت في تمّوز/يوليو 2022 برعاية الأمم المتحدة وتركيا.

Advertisement

وقال الرئيس التركي "نأمل في تمديد الاتّفاقيّة"، بينما كانت روسيا قد أعلنت أنّها لا ترى أيّ سبب لتمديدها عند انتهاء صلاحيّتها في 17 تموز/يوليو.

وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، "إنَّ تركيا تبذل جهودًا كبيرة لوقف الحرب في أوكرانيا، وندفع الدول المتنازعة للجلوس على مائدة المفاوضات، وفقًا لأسس القانون الدولي".

وأضاف "أردوغان" خلال المؤتمر الصحفي ونظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنَّنا نؤكد على وحدة وسلامة الأراضي الأوكرانية منذ قرار روسيا ضم شبه جزيرة القرم، وشدد الرئيس التركي على ضرورة أن يكون هناك حوار بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب.

ولفت "أردوغان" إلى أنه يُؤمن بأن أوكرانيا تستحق أن تكون عضوًا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مؤكدًا أن الخلافات مهما كانت كبيرة يجب التغلب عليها والوصول إلى السلام، والشركات التركية مُستعدة أن تتحمل المسؤولية، وأن يكون لها دور في إعادة إعمار الدولة الأوكرانية.

Advertisement

ووصل زيلينسكي مساء الجمعة إلى اسطنبول حيث اجتمع مع إردوغان، قبل بضعة أيّام من قمّة مهمّة للحلف الأطلسي وزيارة زيلينسكي تركيا هي المحطّة الأخيرة ضمن جولة دوليّة أجراها بهدف الحصول على مزيد من الأسلحة الغربيّة ودعم مساعي كييف للانضمام إلى الأطلسي، علما بأنّها أوّل زيارة يُجريها لهذا البلد منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.

لكنّ الولايات المتحدة نبّهت الجمعة إلى أنّ أوكرانيا "لن تنضمّ إلى الأطلسي" إثر قمّة الحلف المقرّرة الثلاثاء والأربعاء في ليتوانيا، وأعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان أنّه لا تزال أمام كييف "مراحل عدّة يجب أن تعبرها قبل أن تصبح عضوا" في الناتو.

Advertisement

إضافة إلى قمّة الأطلسي، تناولت المباحثات بين زيلينسكي ونظيره التركي الذي تربطه علاقات وثيقة بكييف وموسكو في الوقت نفسه، الاتّفاق الذي يُتيح تصدير الحبوب الأوكرانيّة عبر البحر الأسود رغم الحرب وكتب زيلينسكي في تغريدة أنّ الاجتماع سيتطرّق أيضا إلى "إعادة إعمار أوكرانيا" وإلى "عقود في مجال الدفاع".

وأفاد الكرملين الجمعة بأنّه يتابع "من كثب" المحادثات بين زيلينسكي وإردوغان، متعهّدا الحفاظ على "شراكة بنّاءة مع أنقرة" ومثنيا على "دور الوسيط" الذي يؤدّيه الرئيس التركي في النزاع في أوكرانيا.

إلى ذلك، توقّع مراقبون أن يشجّع زيلينسكي نظيره التركي على الموافقة على انضمام السويد إلى الناتو، خصوصا أنّ مسؤولي الحلف لا يزالون يأملون بإقناع أنقرة بالتراجع عن الفيتو الذي تمسّكت به، وأعلن إردوغان أنّ تركيا ستتّخذ "القرار الأفضل أيًا تكُن" طبيعته بالنسبة إلى هذه القضيّة.

Advertisement

قبل وصوله إلى اسطنبول، زار زيلينسكي سلوفاكيا وجمهوريّة تشيكيا وبلغاريا. 

وصرّح في براتيسلافا "أعتقد أنّه ليست هناك وحدة موقف كافية حول هذه المسألة، وهذا يشكّل تهديدا لقوّة الحلف"، مضيفا أن "هذا الأمر في منتهى الأهمّية لأمن العالم بأسره" وأكّد "نتوقّع وحدة صفّ من الحلف لأنّ قوّته في وحدته".

وأعلن الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ الجمعة أنّ قادة دول الناتو سيعيدون التأكيد أنّ أوكرانيا ستصبح عضوا في حلف شمال الأطلسي، وسيتّحِدون حول طريقة تقريب أوكرانيا من هدفها، من غير أن يوضح الصيغة التي سيتمّ الاتّفاق عليها.