يتوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء إلى الإمارات والسعودية قبل أن يستقبل الخميس نظيره الإيراني في موسكو، مواصلًا بذلك عودته إلى الساحة الدولية رغم المحاولات الغربية لعزله.

ومنذ استهدفته المحكمة الجنائية الدولية بمذكرة توقيف في آذار/مارس بتهمة ارتكاب جرائم حرب بسبب "الترحيل غير القانوني" لآلاف الأطفال الأوكرانيين، خصّ بوتين أقرب حلفائه برحلاته النادرة إلى الخارج.

فقد كان غائبًا مثلًا عن قمتَي مجموعة العشرين في الهند ومجموعة "بريكس" في جنوب إفريقيا الأخيرتين في أيلول/سبتمبر وآب/أغسطس على التوالي.

Advertisement

وأوضح الرئيس الروسي في أوائل تشرين الأول/أكتوبر أنه يتجنب الاجتماعات الدولية حتى لا "يسبب مشاكل" للمنظمين.

مع فشل الهجوم الأوكراني المضاد هذا الصيف على الجبهة واستيعاب الاقتصاد الروسي لصدمة العقوبات الغربية والتركيز الدولي على الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، يبدو بوتين مفعمًا بالثقة.

وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف لصحافيين الثلاثاء "سيجري الرئيس بوتين زيارة عمل إلى الإمارات العربية المتحدة والسعودية يوم غد (الأربعاء). سيحدث كل ذلك في يوم واحد".

وأشار الكرملين إلى أن بوتين سيلتقي في الإمارات الرئيس محمد بن زايد آل نهيان للبحث في سبل التعاون والوضع في الشرق الأوسط. وفي الرياض، سيستقبله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للبحث في التجارة والاستثمارات والسياسة الدولية.

Advertisement

وأوضح بيسكوف أن بوتين سيتطرّق إلى العلاقات الثنائية والحرب بين إسرائيل وحماس والسياسة الدولية بالإضافة إلى خفض إنتاج النفط في إطار عمل تحالف أوبك+ الذي انضمت إليه روسيا.

في ما يتعلق بالحرب في قطاع غزة، انتقد الرئيس الروسي مرارًا إسرائيل منذ بداية حربها مع حماس، منددًا بـ"الكارثة" الإنسانية في غزة وداعيًا إلى إنشاء دولة فلسطينية، وهي رسالة يُتوقّع أن يكررها خلال جولته العربية.

في قمة افتراضية لمجموعة العشرين حول هذه الحرب في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، اتهم بوتين الغربيين بإظهار سخط انتقائي من خلال إدانة غزوه لأوكرانيا، واتهمهم بـ"إبادة المدنيين في فلسطين".

Advertisement

في ما يتعلق بالنفط، أعلنت روسيا الأسبوع الماضي نيتها تعزيز خفضها الطوعي لإنتاج النفط إلى 500 ألف برميل يوميًا وتمدده حتى نهاية آذار/مارس 2024 بهدف تعزيز الأسعار العالمية، بالتعاون مع السعودية.

لم يذكر الكرملين ما إذا كان الرئيس الروسي سيحضر مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب28" المنعقد حاليًا في دبي.

"قضايا ثنائية وإقليمية ودولية"

بعد زيارته للسعودية والإمارات، سيستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي لإجراء محادثات، على ما أعلن الكرملين الثلاثاء، في وقت يعزز البلدان الخاضعان لعقوبات غربية علاقاتهما الاقتصادية والعسكرية.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين ردًا على سؤال بشأن مواعيد زيارة رئيسي "يمكنني التأكيد أنه ستكون هناك محادثات روسية إيرانية في 7 كانون الأول/ديسمبر".

وزار بوتين إيران في تموز/يوليو 2022 فيما سافر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى طهران في تشرين الأول/أكتوبر لإجراء محادثات مع نظرائه الإقليميين.

Advertisement

وذكرت وكالة "إرنا" للأنباء أن رئيسي سيسافر إلى موسكو تلبية لدعوة من بوتين على رأس "وفد سياسي اقتصادي رفيع المستوى".

وأضافت الوكالة الإيرانية أن "قضايا ثنائية، بما فيها التفاعلات الاقتصادية، وكذلك مناقشات حول قضايا إقليمية ودولية، خصوصًا الوضع في غزة، ستكون على رأس جدول أعمال الزيارة التي تستمر يومًا واحدًا".

تتهم الدول الغربية إيران بالمشاركة في جهود حرب روسيا على أوكرانيا من خلال إمدادها بكميات كبيرة من المسيّرات المتفجرة من طراز "شاهد" وأسلحة أخرى تستخدمها روسيا لتنفيذ حملة قصف واسعة النطاق للمدن الأوكرانية.

في تشرين الأول/أكتوبر، زار بوتين نظيره الصيني شي جينبينغ في الصين على هامش منتدى طرق الحرير الجديدة.

قبل ذلك بأيام، زار قرغيزستان حليفة موسكو، في أول رحلة له إلى الخارج منذ صدور مذكرة التوقيف الدولية في حقه.

Advertisement