في هذه الجلسة، يضع مالك صحيفة كييف بوست عدنان كيوان الأمور في نصابها الصحيح ويتحدث عن الاتجاه الاستراتيجي الجديد للصحيفة.

كييف بوست: كان هناك الكثير من الجدل في الفترة الأخيرة بخصوص قراركم إجراء تغييرات بدت مفاجئة لعمل صحيفة كييف بوست، وقد ظهرت العديد من الشائعات حول هذه المسألة. بداية من تعرض الصحيفة لضغوط سياسية ووصولا إلى الرغبة في إعادة إطلاقها كمؤسسة إخبارية متعددة اللغات. هل يمكن أن توضحوا لنا ماجرى بالفعل؟

عدنان كيوان: “لقد أبلغت رئيس التحرير السابق، بريان بونر، أن الوقت قد حان لنجعل من كييف بوست أكبر وأفضل، وأنه لم يعد بإمكاننا تأخير هذا القرار التجاري. كانت إحدى خطط النمو الإستراتيجية الرئيسية هي توسيع نطاق وصولنا إلى لغات أخرى مثل الأوكرانية والروسية والألمانية والفرنسية والعربية. ناقشنا كيفية تنفيذ هذا النمو، وأكدت بأن عملية التمويل ستتم بشكل صحيح من أجل تلبية أهدافنا التوسعية.

Advertisement

اقترحتُ مرشحًا أحترمه كثيرًا ولديه نفس المبادئ [مثل مبادئ كييف بوست]، شخصًا كان يعمل في القناة السابعة عندما تم إطلاقها خلال “ثورة الكرامة”. كان لديها ما اعتبرته تجربة رائعة، بالإضافة إلى المعرفة ببث الفيديو، والتي جعلناها أولوية رئيسية لتقديم المزيد من محتوى الفيديو من استوديو Kyiv Post TV الذي تم بناؤه حديثًا في إطار خطط التوسع الرقمي الخاصة بنا.

Advertisement

وافق بريان بونر على هذا المخطط، وقد عاد بعد أسابيع إلى مكتبي في أوديسا من أجل وضع اللمسات الأخيرة على المشروع ولقاء مرشحنا [أولينا روتاري- رئيسة التحرير السابقة للقناة السابعة بأوديسا]. لكن في غضون دقائق من مقابلتها، أبلغها براين مباشرة بأنه ليس في حاجة لخدماتها، الأمر الذي أدهشني كثيرا، حيث أنها لم تحصل على أي فرصة، إضافة إلى أنه لم يأخذ برأيي ورأي أي شخص آخر  في الاعتبار. ”

“استنادًا إلى هذا الاجتماع بالإضافة إلى العديد من الأمور الأخرى التي حدثت على مدار السنوات القليلة الماضية، توصلت إلى استنتاج مفاده أن الوقت قد حان أخيرًا لإجراء تغييرات حاسمة من أجل منح “كييف بوست” فرصة حقيقية للتطور والانتقال بها إلى مستوى آخر.”

Advertisement

 

كييف بوست: اعتبر بعض الموظفين السابقين هذه الخطوة بأنها هجوم على نزاهتهم التحريرية. كيف تردون على هذا الادعاء؟

عدنان كيفان: “العدل والديمقراطية” هما المبدأن الأساسيان اللذان أعيش بهما. أيضا”الصمت ليس من ذهب على الإطلاق.” لقد تم تحريف كلماتي لخدمة أغراض أشخاص آخرين، ولم يكن هذا ما اقصده على الإطلاق. يجب أن تكون التغطية عادلة ومتوازنة، ويجب أن تقدم للقراء الحقائق حتى يتمكنوا من اتخاذ القرارات التي يريدونها بأنفسهم واستخلاص المعلومات من القصص الاخبارية التي يطلعون عليها. لا يمكننا إثارة القصص الصحفية وخلط الآراء الشخصية مع التقارير. يجب الكتابة على أساس الأدلة وبدون آراء شخصية أو الهجمات. إذا كان لديك رأي ، يرجى نشر مقال رأي … لكن من فضلك لا تخلط بينهما وتُسميها صحافة. ومع ذلك، فإن “كييف بوست” كانت وستظل دائمًا قادرة على الكتابة وفضح الظلم في أوكرانيا، بغض النظر عن الأشخاص أو المنظمات، و حتى لو كان ذلك يعني رئيس أوكرانيا. لا أحد فوق القانون!

Advertisement

أمتلك “كييف بوست” على مدار أربع سنوات الأخيرة، وكما صرح بريان بونر في مقابلته الأخيرة مع CJR [Columbia Journalism Review]:

 “لم تكن هناك أي شكوى مشروعة بشأن تدخلي في السياسة التحريرية مطلقا.”

توظف القناة السابعة أكثر من 120 صحفيًا مناهضين للفساد والديكتاتورية والشمولية. أطلقت مافيا أوديسا النار على مراسلي القناة، وهدّدت العديد من الأشخاص بسبب تغطيتهم الصحفية. لقد قُتل العشرات من أفراد عائلتي وهم يقاتلون من أجل الديمقراطية في سوريا. لست بحاجة إلى إلقاء محاضرات حول الديمقراطية وحرية التعبير – أنا مستعد للموت في هذه اللحظة من أجل مبادئي. هذا واجبي أمام الله – دعم حرية التعبير. ولهذا السبب أساعد في تمويل “كييف بوست”- لأننا صوت أوكرانيا العالمي وهذا يعني تقديم التقارير من أجل العدالة “.

Advertisement

 كييف بوست: ما هي رؤيتك الحالية لموقع كييف بوست؟ وماهو التوجه المستقبلي للصحيفة؟

عدنان كيفان:  “أريد أن تصبح “كييف بوست” أكبر بكثير من حيث التغطية وأن تصل إلى إمكاناتها الكاملة. أريد أن تدافع عن العدالة والديمقراطية وأن تتميز بذلك حقًا من خلال نقل الأخبار والرؤى والآراء للناس داخل أوكرانيا وخارجها.

إذا كان من المفترض أن نكون الصوت العالمي لأوكرانيا، ونغطي العدالة والحقيقة، فلماذا ننشر باللغة الإنجليزية فقط؟ نحن بحاجة للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس وتقديم الأخبار والمعلومات والآراء أيضًا بلغاتهم الأصلية! للتذكير فإن 75٪ من قراء كييف بوست هم من خارج أوكرانيا (واشنطن ونيويورك وتورنتو ولندن وجميع أنحاء أوروبا).

Advertisement

وعلى الرغم من أن جمهورنا أصغر، على سبيل المثال من صحيفة “أوكرايينسكايا برافدا”، إلا أنني أعتقد أنه يمكننا توسيع نطاق أخبارنا لتشمل المزيد من الأشخاص عن طريق إضافة لغات مثل الأوكرانية والروسية والفرنسية والعربية والألمانية ، إلخ.

'أشعر أن من واجبي - المساعدة في دعم توصيل أكبر قدر ممكن من الأخبار الديمقراطية إلى أكبر عدد ممكن من الجماهير في جميع أنحاء العالم.'

أعتقد بقوة أنه يجب أن أنفق جزءًا من ثروتي لدعم حرية التعبير ودعم أوكرانيا ".

كييف بوست:  هل تسير عملية إعادة الهيكلة كما هو مخطط لها؟

عدنان كيفان: "أنا سعيد جدًا بما أراه، رغم كل التحديات. أرى أن كل شيء سيكون على ما يرام لأن دعم كييف بوست هو ببساطة مصدر إلهام!

أخبرت لوك [لوك شيني- الرئيس التنفيذي لـ كييف بوست] أنه يتمتع بالاستقلالية لتوظيف أفضل المهنيين من جميع أنحاء العالم وبالطبع من أوكرانيا! وهذا يعني إيجاد وتعيين رئيس تحرير ذو خبرة كبيرة لقيادة قسم الأخبار. لقد أوضحت أنه الرئيس التنفيذي وأنه سيقرر ما هو الأفضل لخطط نمو كييف بوست. أنا أثق به كثيرًا وأحترم رؤيته للنمو المستقبلي وحماية المعايير الصحفية التي يجب أن تتمتع بها الصحيفة. بصفته كنديًا عاش في أوكرانيا لأكثر من 20 عامًا، فهو يدرك أهمية رؤية نجاح "كييف بوست" ومواصلة تقليدها الغني بالصحافة القوية من أجل مستقبل مشرق للغاية.

العدالة والديمقراطية وحرية التعبير ودعم صوت الحقيقة - تظل هذه قيم "كييف بوست".

تحتاج الموارد الإعلامية حول العالم إلى الدعم الآن أكثر من أي وقت مضى - خاصة مع الوضع الذي نجد أنفسنا فيه مع روسيا. تحتاج القنوات الإخبارية الأوكرانية إلى الحماية بأي ثمن، والأهم من ذلك أن تظل مستقلة!

كل شيء يعتمد علينا للاستمرار في الاتجاه الصحيح وأنا أخطط للقيام بدوري للمساعدة في خلق مستقبل أفضل.

 

Justice, Democracy, and Free Speech: The Kyiv Post According to Publisher Adnan Kivan - KyivPost - Ukraine's Global Voice