أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو" الثلاثاء، أنه سينشر قوات إضافية في كوسوفو حيث لا يزال المتظاهرون الصرب يتجمعون أمام إحدى البلديات في شمال الإقليم، غداة صدامات شهدها، أدت إلى إصابة ثلاثين عنصراً من قوّة حفظ سلام دولية وخميسن متظاهرا، في حين قال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أن 52 متظاهراً صربياً أصيبوا، بينهم ثلاثة جروحهم خطيرة.

وقال الأدميرال ستيوارت بي مونش في بيان "يعد نشر قوات إضافية من الناتو في كوسوفو إجراء حكيما، لضمان أن قوات كوسوفو لديها القدرات التي تحتاج إليها للحفاظ على الأمن".

Advertisement

في زفيكان، وضع جنود يرتدون زي مكافحة الشغب لقوّة حفظ السلام التي يقودها حلف شمال الأطلسي في كوسوفو (كفور)، حاجزاً حديدياً حول مبنى البلدية لمنع مئات الصرب من الوصول .

وأمام مبنى البلدية، وقفت ثلاث مركبات مصفحة تابعة لشرطة كوسوفو التي يثير وجودها حنق الصرب الذين يشكلون الغالبية في أربع بلدات في شمال كوسوفو.

قاطع الصرب الانتخابات البلدية التي جرت في نيسان/أبريل، ما أدى إلى انتخاب رؤساء بلديات ألبان بنسبة إقبال تقل عن 3,5 بالمئة. 

ونصبت حكومة ألبين كورتي رؤساء البلديات الأسبوع الماضي، متجاهلة دعوات التهدئة التي أطلقها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

لم تعترف صربيا، المدعومة من روسيا والصين قط بالاستقلال الذي أعلنه إقليمها السابق في عام 2008، بعد عشرة أعوام من الحرب الدامية بين القوات الصربية والانفصاليين الألبان. كما تندلع توترات بانتظام بين بلغراد وبريشتينا. 

Advertisement

ويعيش حوالى 120 ألف صربي في كوسوفو التي يبلغ عدد سكانها 1,8 مليون نسمة غالبيتهم الساحقة من الألبان.

هجمات "غير مقبولة" 

ويطالب المتظاهرون برحيل رؤساء البلديات الألبان الذين اعتبروا "غير شرعيين" مثل شرطة كوسوفو. وتدهور الوضع بالفعل الجمعة عندما جاء رؤساء البلديات لتولي مناصبهم مصحوبين بشرطة كوسوفو. 

وحاول المتظاهرون الصرب الاثنين اقتحام بوابة مبنى بلدية زفيكان، لكن قوات كوسوفو صدتهم. 

ثم حاولت قوّة حفظ السلام الفصل بين الطرفين، قبل أن تبدأ في تفريق الحشد. ورد المتظاهرون بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على الجنود.

Advertisement

وأبلغت كفور في بيان الثلاثاء عن إصابة 19 مجرياً و11 إيطالياً من جنودها في الصدامات، موضحة أنهم يعانون خاصة من "كسور وحروق ناجمة عن عبوات يدوية حارقة". وأشارت إلى أن "ثلاثة جنود مجريين أصيبوا بأسلحة نارية". 

في بروكسل، وصف حلف شمال الأطلسي هذه الهجمات بأنها "غير مقبولة على الإطلاق". 

تدهور أمني خطير  

وأوقفت شرطة كوسوفو خمسة متظاهرين صرب للاشتباه في مشاركتهم في الصدامات. وأمرت بلغراد بوضع الجيش الصربي في حالة تأهب قصوى، كما جرى بانتظام في السنوات الأخيرة.

ووصفت شرطة كوسوفو الوضع بأنه "هش لكنه هادئ"، ودعت السكان إلى "عدم الانجراف وراء الدعوات إلى التظاهر بعنف والاستفزازات". وأضافت أن "الأمن في شمال البلاد تدهور إلى درجة أن الأرواح معرضة للخطر".

دعوات أوروبية لنزع فتيل التوتر

أمام هذه الأزمة الأخيرة، دعا الاتحاد الأوروبي الصرب والكوسوفيين على حد سواء إلى "نزع فتيل التوتر على الفور، ودون قيد أو شرط". 

Advertisement

وطلبت باريس من "الطرفين، ولا سيما حكومة كوسوفو، اتخاذ الإجراءات اللازمة فوراً لتخفيف التوتر".

في بلغراد، التقى الرئيس الصربي الثلاثاء مع سفراء الدول الخمس العظمى في الناتو التي تراقب عن كثب دول غرب البلقان، كما أعلن أنه سيلتقي أيضًا بممثلي روسيا والصين. 

روسيا تدعو الغرب إلى "إنهاء دعايته الكاذبة" 

في غضون ذلك، دعت موسكو الغرب "إلى إنهاء دعايته الكاذبة والتوقف عن إلقاء اللوم في الأحداث في كوسوفو على الصرب المدفوعين باليأس".

وكتب فوتشيتش على موقع إنستغرام بعد لقائه مع السفراء أن "قرارات بريشتينا الأحادية الجانب أدت إلى أعمال عنف ضد الجالية الصربية، الأمر الذي يبعدنا عن السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة". 

وأضاف أن "الرحيل السريع لرؤساء البلديات الزائفين وعناصر ما يسمى بالقوات الخاصة لبريشتينا شرط للحفاظ على السلام في كوسوفو".