وقال حاكم منطقة خيرسون أولكسندر بروكودين الخميس على وسائل التواصل الاجتماعي إن الفيضانات الناجمة عن تدمير سد كاخوفكا قد غمرت منطقة تزيد مساحتها عن 600 كيلومتر مربع على الضفة اليمنى لنهر دنيبرو التي يسيطر عليها الأوكرانيون كما الضفة اليسرى التي يحتلها الروس.

"إبادة بيئية وحشية" حسب كييف 

ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بما سماها "أكبر كارثة بيئية من فعل الإنسان في أوروبا منذ عقود"، متهما روسيا بـ"ارتكاب إبادة بيئية وحشية".

وعبارة "إبادة بيئية"، كما حددها البرلمان الأوروبي مؤخرا، هي كل "جرم جنائي بيئي يتسبب بأضرار خطيرة وواسعة النطاق أو مستديمة أو لا رجوع عنها لنوعية الهواء والتربة والمياه، أو للتنوع الحيوي أو خدمات الأنظمة البيئية ووظائفها، أو للحيوانات أو النبات".               

Advertisement

السد كان يحتجز 18 مليار طن من المياه 

تخشى منظمة "إيكو أكشن" غير الحكومية الأوكرانية أن تكون أولى عواقب انهمار 18 مليار طن من المياه التي كان السد يحتجزها، حدوث بلبلة خطيرة للأنظمة البيئية في نهر دنيبرو (رابع أطول أنهار أوروبا) وصولا إلى المناطق الساحلية على شواطئ البحر الأسود.

كما أنها تخشى نسبة نفوق محتملة لكائنات مائية (أسماك ورخويات ومحار وكائنات مجهرية ونبتات مائية)"، ما "سيؤدي إلى تدهور نوعية المياه نتيجة تحلل الكائنات الميتة".

بدورها، اعتبرت المجموعة الأوكرانية للحفاظ على الطبيعة أن العواقب على الحيوانات "ستظهر على مساحة لا تقل عن خمسة آلاف كلم مربع (المنطقة التي قد تغمرها المياه والمنطقة التي ستنسحب منها)".

Advertisement

ورأت أنه بالنسبة للأسماك وحدها ستعين "ما لا يقل عن سبع إلى عشر سنوات للتعويض" عن الخسائر، وستخلو هذه المناطق من الطيور المعششة حول السد مثل طيور النورس وسواها، محذرة بأن "جميع الكائنات الحية التي تسكن خزان كاخوفكا نفقت أو ستنفق في الأيام المقبلة".

وأشارت إيكو أكشن إلى أن النباتات لن تكون بمنأى عن الخطر، ولا سيما في المناطق الواقعة أعلى السد حيث "ستموت بسبب نضوب المياه، في حين ستغمر المياه المناطق الواقعة أسفل السد بما في ذلك مناطق السهوب والغابات غير المهيّأة لتكون مغمورة، ما سيؤدي إلى تشبع تربتها وتدميرها".

Advertisement

وهناك أيضا خطر مباشر على عدد من المحميات الوطنية الأوكرانية وأبرزها محمية البحر الأسود المصنفة على شبكة اليونسكو العالمية لمحميات المحيط الحيوي.

تلوث كثيف؟

من التبعات المتوقعة أيضا تلوث كثيف ناجم عن انتشار النفايات والمواد الكيميائية الزراعية وغيرها من المواد الخطيرة، وتعطيل أنظمة معالجة المياه المستعملة وأنظمة الصرف الصحي.

وتسبب تدمير السد بحسب مسؤولين أوكرانيين في تسرب أكثر من 150 طنا من زيت المحركات في نهر دنيبرو "مع خطر تسرب 300 طن إضافي"، ما يشكل "خطرا على الحيوانات والنباتات".

ومن المتوقع أن يصل هذا التلوث إلى البحر الأسود، ما قد يهدد مجموعة واسعة من الكائنات الحية، من العوالق إلى الحيتان.

خطر كبير على إمدادات المياه لملايين الأشخاص

أعلن المدعي العام الأوكراني أندريي كوستين أن "أكثر من 40 ألف شخص قد يتواجدون في مناطق غمرتها الفيضانات"، معلنا عن عمليات إجلاء جماعية.

Advertisement

وكان سد كاخوفكا يستخدم أيضا لإمداد مناطق جنوب أوكرانيا بمياه الشرب والري، وهي من المناطق الأكثر جفافا في البلد. وبالتالي، فإن تدميره يطرح خطرا كبيرا على إمدادات المياه لملايين الأشخاص.

مياه السد تستخدم لتبريد وقود محطة زابوريجيا النووية

تواجه محطة زابوريجيا النووية التي تحتلها روسيا مخاطر جديدة جراء تدمير السد الذي تستخدم مياهه لتبريد الوقود وتفادي حادث نووية.

غير أن المعهد الفرنسي للحماية من الإشعاع والسلامة النووية طمأن أن "تبريد المحطة يؤمَّن حاليا بواسطة المياه التي يتم ضخها من أحواض في الموقع، أقيمت لهذا الهدف. ولا مخاطر على المدى القريب على المحطة".

وأوضح مالتي يانسن من كلية إدارة الأعمال في جامعة ساسكس أن "غياب التبريد للمفاعلات الستة يعني أن المحطة لن تعمل في مستقبل منظور، ما سيتسبب بخسارة حوالى 13% من قدرة أوكرانيا على توليد الكهرباء".

كما ستطال الأضرار أيضا الزراعة وتربية المواشي، ما يهدد بكارثة بشرية إذ تعد أوكرانيا من كبار مصدري الحبوب في العالم.

Advertisement